السعادة الحقيقة

أعرف السعادة الحقيقية


بسم الله الرحمن الرحيم

سؤال بسيط .. إلا ان الانسان يمر عليه هذا السؤال دون ان يجتهد فى ان يجيب عليه .. بل يكتفى غالبا بأن يقول .. أنا غير سعيد .. أو أنا سعيد .. ولكن هل يعرف فعلا ما هى السعادة ؟


وكل انسان يفهم السعادة من مفهومه الخاص وحاله الذى هو عليه .. فالطفل سعادته ان يلعب بلعب الاطفال ، والكبار تختلف سعادتهم ما بين تملك المال ، او زوجة جميلة ، او مركز مرموق ، او صحة جيدة ... وهكذا ... ولكن هناك سعادة واحدة قد اتفق عليها الجميع بلا مخالف .. وهى فعلا التى تسمى بالسعادة الحقيقية .. فما هى ؟

بداية نعرف معنى السعادة .. فى اللغة والدين والنفس

السعادة : فى الأصل مأخوذة من كلمة ( الساعد ) وهو ما بين المرفق والكف .. والمقصود به المعونة والمساعدة ..
فيقال :
شدّ الله على ساعدك .. أى أعانك

ويقال : ساعده على الأمر .. أى أعانه

أى أن السعادة هى فى مجملها : نيل الخير عن طريق المعونة والمساعدة .. وهى قسمين

السعادة فى الدين : معاونة الله للْإنْسَان على نيل الْخَيْر وتضاد الشقاوة .. قال تعالى :
(يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (105/هود)




السعادة النفسية : هى اشباع الرغبات والحاجات والحظوظ النفسية .. سواء حقا اوباطلا .. حلالا أو حراما .. وفق عقيدة وفكر الانسان

نعود فنقول :
مما سبق نفهم ان السعادة

لها
مدلول عام : وهو المساعدة على تحصيل الخير ..


ولها مدلول خاص : وهو المساعدة على تحصيل الخير بتوفيق الله .. وهو السعادة الدينية .. وهى توفيق الله للعبد الى عمل الخير


ولها مدلول نفسي : وهو تحصيل الخير .. بما يراه الانسان وفق معتقده او فكره ..


ولكن مما سبق يظهر اختلاف السعادة سواء فى الدين او النفس .. لأن ليس الدين يتفق عليه كل الناس ، والرغبات النفسية لا تتفق وتتساوى مع كل الناس ..


إذن فقد اختلفت مفهوم السعادة عند الناس .. فماذا إذن المفهوم الذى اتفق عليه جميع الناس فى فهم السعادة ؟
والذى به يقولون جميعهم اننا سعداء بالاجماع عند حدوث هذا الامر ؟

وقلنا أن السعيد هو من ملك خير الدنيا .. فى دينه وفى نفسه ..


تأمل ما قاله سيد الكونين وحبيب الرحمن .. والمعلم الأعظم .. سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم .. فيمن هو الذى ملك الدنيا بحذافيرها (يعنى .. كلها ومن كل جوانبها )

قال :(
من أصبح آمِنًا فيسربِه معافًى في بدنِه عنده قوتُ يومِه فكأنَّما حِيزتْ له الدُّنيا بحذافيرِها ) ..


فما الذى يقصده صلى الله عليه وسلم " والله اعلم بمراد نبيه " .. هو راحة البال ..


لأنه اذا استراح بالك وسكنت نفسك .. وجدت المعونة الربانية محاطة بك .. ووجدت نفسك مقبلا على الطاعة .. ووجدت نفسك .. متفهما لحقائق الوجود وغير طامعا فى شيئ .. آخذا ىمن دنياك ما هو حقا فقط .. تاركا ما هو باطلا ..


فهل يختلف أحد فى راحة البال وسكون النفس ..


فليس الأمر بتملك ما يظنه الانسان بأنه ضرورى .. ولكن العبرة أن يكون ما يحصل عليه الانسان سببا فى راحت باله وسكون نفسه .. ولا يكون ذلك إلا بأمان يستشعره فى نفسه وفى اهل بيته ، وعافية فى جسده ، وما يكفيه من طعام يومه .. فقد ملك الدنيا بكل ما فيها ..


هكذا علمنا صلى الله عليه وسلم .. وكأنه يقول لنا .. اجعلوا سعيكم فى دنياكم هو الحصول على راحة البال وسكون النفس .. حتى تستقيم لكم الأمور ..


فاذا اردتم السعادة فى دينكم .. وفى نفوسكم .. فعليكم براحة البال ..



كيفية الحصول على راحة البال؟

والحصول عليها يكون بالرضا بالمقسوم .. واليقين فى الله



والله اعلم


اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم