من مذاكرات الشيخ يحي حفظه الله بحفظه وزاده من فضله 
السبيل إلى مـــعرفة الله . 
إعتبر يا مريدي بان أول ماخاطب الله به سيدنا موسى عليه السلام أن قال له : إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي.. , وهو يقصد بقوله فاعبدني :, أي أعرفني , 
ولكي يعرفه , وجّهــــه لأن يخلع نعليه بقوله : فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
ولكي يعرفه , وجّهــــه لأن يخلع نعليه بقوله : فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
ومن ذلك يا مريدي , فأول ما تبدأ به إذا طلبت الوصول إلى السر الموصول , ومعرفة ما عجزت عن إدراكه الأبصار والعقول , هو خلع النعلين , والمقصود منه هو أنك إذا أردت معرفة الله و إدراك الوحدانية الحقيقية يجب عليك أن تطرح عن نفسك التفكير في الحياتين الدنيوية والأخروية بما حوت كلتاهما , و أن تُقبل على الله دون غرض , وكل ما تفكر فيه هو رضا الله ومحبته, فتشتغل بذكر اسمه نوما ويقضة , وتغض بصـَـر قلبك عما سوى الله .
وبعدها يا مريدي تأتي مرحلة طي الكونين , أي طي كينونة الكون وحجاب الغيرية والسوى أولا, ثم طي كينونة وجودك حتى لا يبقى إلا الله, بأن تــكن كأن لم تـــكن , لأنك أصلا لم تكن , ولن يصعب عليك ذلك إذا تدبرت قوله تعالى : ( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ..)
يا مريدي إنك إذا أزلت حجاب الغيرية والسّوى , وصرت لا ترى حيثما وجهت وجهك إلا الله , فإنك مازلت محجوبا , فإثنان في النظرة محض الإشراك, فلا تكتفي إذًا بذاك , وزُلْ منك عنك حتى لا يبقى إلا هو , فوجودك هو عين حجابك , 
فسارع واهتك حجاب وجودك , وافنى في حب المحبوب, حتى يغوص الطالب في المطلوب , فلا يبقى إلا وجه مقلب القلوب, فهو الأحد الفرد الصمد ولا شريك له في الوجود أحد , فمن فنى به , وانجذب إلى حضرته , غاب في شهود نوره عن كل شيئ , ولم يثبت مع الله شيئ .
يا مريدي تأكد أنه لن يتسنى لك طَــيُّ جميع هذه المراحل إلا بإشتغالك بذكر إسم الله على جميع أنفاسك , فهو سبيلك لتفنى عنك وتبقى ببقاء الله , فسارع واغتنم وقتك الذي أنت فيه , فأنفاسك معدودة , واحرص على الإمتثال للأمر مادامت يد شيخك ومرشدك في الحياة ممدودة . 
الله الله الله الله الله الله الله الله الله