الصفاء الباطني ومايفسد الروح ظاهرا وباطنا

الصفاء الباطني ومايفسد الروح ظاهرا وباطنا

* فى الظاهر : هو الاغاني و الافلام وكلام المدح .. ولكن الاغانى مفسدة للروح لانها تهيج فى النفس ما يؤلمها او يجعلها تعيش فى خيال ليس له وجود .. ولها امتداد مع الانسان اينما ذهب .. فهى تظل معه كالوسواس فى آذانه وتختلط بخاطره وتشوش على فكره ..
فالاغانى .. تذهب بالانسان الى تحقيق طموحات فى خياله سواء بأن تجعله رئيس للجمهوريه ، او عالم مشهور ، او رجل ثرى ، او روحانى خارق .. أو فتاة تسمع اغنية عاطفية وتتخيل الفارس الذى سيأتى ويحقق كل أحلامها .. وما شابه .. بل وتجد النفس لديها الرغبة فى تكرار اغنية معينه .. وما هذا إلا لإستمرار التواصل الداخلى الوهمى الذى يرغبه الانسان .. وهو وهمى لأنه ليس له علاقة بالواقع .. فالموضوع كله خيال فى خيال .. ويكون غالبا صاحب هذا الخيال فاقد للشئ بل ولم يأخذ بأسبابه ... فاكتفى بالوهم ..
** طبعا نحن نتحدث عن الخيالات التى تعترى الانسان وقت سماع الاغانى .. وليس رغبات الانسان التى يسعى لتحقيقها ويجتهد فى الوصول إليها .. *
..
وكذلك الافلام الاكشن فيتخيل المشاهد نفسه انه هو بطل الفيلم .. ويود لو يكون مثله فى الحقيقه .. والعجيب انه يعلم انه لن يكون مثله اى انسان .. ومع ذلك يستمر فى هذا الوهم متلذذا به .. ولا ينفك عنه الا بعد انتهاء الفيلم .. كذلك الشباب تعيشوا مع جو الافلام العاطفية ويتخيل كل واحد منهم ان يكون زوجته او زوجها مثل ابطال الفيلم .. وهذا كله وهم ليس له واقع ..
أو كالذى يرى مشهد إباحى وينفعل له .. وقد يظل ملازما له فى احلامه ...وهكذا
ولكنها جميعا شهوات نفسية .. تريدها النفس دون تعب او مشقة او سعيا مباحا.. للحصول عليها فى واقع الحياة ..
أما عن المدح .. فاعلم أنه السم القاتل لكل إنسان .. فاذا تريد أن تقتل نفسك فاستمع لمن يمدحك .. فأنه يورث الغرور والعجب فى النفس .. وبالتالى الكبر .. وعدم سماع النصيحه .
و علاج هذا الامر ..
1-* بالانقطاع عن سماع الاغانى المحركة لرغبات النفس .. وكذلك الافلام المحركة لرغبات النفس ..
2- التوقف عن سماع كلمات المديح التى تحيط بك .. ولتكن عالما بأن كثرة المديح فيها موتك .. ولتكن همتك فى صرف منابع الغرور والعجب عنك .. ومنها المدح .. حتى لا تصاب بالكبر .
2- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم .. قال تعالى {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }* فصلت36
3- قراءة سورة الكافرون من اول البسملة الى آخرها .. والحكمة فى قراءة هذه السورة هو انك تصور الشهوات فى هذه السورة على انها الكافرون .. وانها تريد ان تحجبك عن الله .. وتجتهد ان لا تكون عبدا لشهواتك " لا اعبد ما تعبدون " ، وان لا تصاحب من ابتلى بهذا البلاء " ولا انا عابد ما عبدتم " .. ولا تجعل احد يفرض عليك ذلك " ولا انتم عابدون ما اعبد " .. وان كتاب الله وسنة نبيه هى الحد الفاصل بينك وبين شهواتك .. " لكم دينكم ولى دين "
" ملحوظة : هذا ليس تفسيرا للاية وانما هو توجه ودعاء الى الله بكلامه .. متصورا الشهوات انها من جملة الكفر التى هى أدوات الشيطان .. "
فالتصور الروحانى أمر مطلوب جدا .. فى الدعاء والتوجه الى الله .. ولهذا باب آخر خاص به ..
* فى* الباطن : هو الكبر والعجب والرياء و فساد العقيدة .. لما يستتبع ذلك من تلبيس على الانسان فى حق الله تعالى ..
لذلك كان صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول " اللهم طهر قلبى من النفاق وعملي من الرياء ولسانى من الكذب وعينى من الخيانة .. فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور "
و علاج هذا الامر ..
1- الالتزام بالدعاء وبخاصة هذه الدعوة "*اللهم طهر قلبى من النفاق وعملي من الرياء ولسانى من الكذب وعينى من الخيانة .. فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور "
مع هذا الدعاء النبوى ايضا " اللهم إنى أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم واستغفرك لما لا أعلم " ...*
2- لا تتكبر وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم " لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال حبة من كبر " .. وهو الخطيئة التى اخرجت ابليس من رحمة الله
3- لا تعجب بعملك* فإياك والعجب فهو اول خطيئة أبليس .. فالعجب يؤدى بك إلى الريآء والرياء يودى بك الى الكبر .. والكبر يؤدى بك الى الطرد من رحمة الله
4- هو التعرف على عقيدة التوحيد عند المسلمين .. والتعرف على صفات الله واسمائه .. وما يجوز فى حق الله وما لا يجوز .....
والله أعلم*
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم