كونداليني، او طاقة الافعى

كونداليني، او طاقة الافعى
كتابات - كاظم الحلاق



1- وصف كونداليني
2- الشاكرات
3- تمرين في الشاكرات
4- ايقاظ كونداليني او شاكتي
5- الشفاء
6- طبيعة العقل
7- ارشادات في التأمل


وصف كونداليني
كونداليني Kundalini كلمة سنسكريتية تعني قوة الحياة الأولية. عادة ما يرمز لها بالأفعى الملتفة ثلاث مرات ونصف على نفسها اسفل العمود الفقري او بالاحرى في شاكرا الجذر. حينما تستيقظ كونداليني او شاكتي -هكذا تسمى احيانا- فانها توقظ كل الشاكرات السبع مما يفضي هذا الى الاستنارة او معرفة النفس كذلك الاتحاد بالوعي الاسمى. كونداليني هي الجانب الحيوي المقيم في الرجل والمرأة. اوه كونداليني، استيقظي يا كوندا ليني، ايتها النار الغامضة، الهواء، التراب، الماء، السماء، استيقظي كونداليني استيقظي كونداليني، استيقظي كونداليني. كونداليني المشاعر والاحاسيس، كونداليني التوق اللامتناهي للجمال، كل حواسنا تستيقظ حينما تثار كونداليني، كونداليني هي اصل الشفاء الذهني والجسدي والروحي، هي قوة الكون السحرية. كونداليني، طاقة الانثى، اللهب المتراقص، القوة الاولية، الشباب الخالد، شاكتي استيقظي، استيقظي شاكتي، استيقظي. شاكتي ازيجي الغبار عن ذهبك، شاكتي ان قطع الزجاج لا توهمني، شاكتي ازيحي عن عيني تلك القطع الخرقاء واكشفي لي عن منجمك الماسي، شاكتي، شاكتي، شاكتي، كونداليني ليست قوة مادية كالكهرباء والمغناطيس، انها القوة الكونية، الامكانات الروحية، شاكتي لا شكل ولها كل الاشكال في الوقت نفسه.



ليس من السهل ايقاظ شاكتي، على التواق ان يعمل على الشاكرات السبع اولا.





الشاكرات السبع Chakras



الشاكرا، كلمة سنسكريتية تعني عجلة الضوء او دوامة الطاقة. كل الحواس، كل الادراكات، كل امكانات الوعي وكل شيء في تجاربك المنظورة وغير المنظورة يمكن تصنيفه في سبعة اقسام، كل قسم يمكن ربطه باحدى الشاكرات. وفقا للتقاليد الهندوسية هناك سبع شاكرات رئيسية في الجسد الداخلي للانسان، على الرغم من ذلك هنالك من يقول بانها تسع او عشر او اكثر الخ هذه الشاكرات تحيط في هالة الجسم البشري، ان وجودها غير مادي بالمعنى الشائع للكلمة انها مراكز للطاقة، ان وجودها اثيري او مادي بشكل رقيق او دقيق. لذا فان الشاكرا لا تمثل ذلك الجزء من جسدك انما ايضا ذلك الجانب من وعيك.. اننا عبر التنفس نتصل بالطاقة الكونية برانا prana. حينما يحدث اختلال في احدى الشاكرات يعتل الجسد. في حالة انسجام وتوازن الشاكرات يكون الانسان معافى ذهنا وروحا. لهذا السبب تكمن اهمية القيام بتمارين الشاكرات. ان فهمك للشاكرات يتيح لك ان تفهم العلاقة بين وعيك وجسدك، لذا سترى بان جسدك كخارطة لوعيك، اليك اسماء ومواضع الشاكرات:



1- شاكرا الجذر Muladhara اللون التقليدي اصفر البديل احمر، الوظيفة الرؤية الواقعية، المحافظة على السلامة الجسدية، الاهتمام بالشؤون المادية وتفاصيل الحياة اليومية. لذا حينما يكون الشخص قد حلق بعيدا في تخيلاته ورؤاه الروحية يتعين عليه التركيز على هذه الشاكرا كي يعيد التوازن بين المراكز، كما من الافضل لو يتأمل في ملح الارض او ان يضع مقدارا قليلا منه ويتشممه.



2- شاكرا المنطقة التناسلية Svadhishthana اللون التقليدي ازرق البديل فضي، وظيفتها العلاقات الجنسية والانجاب. المشاعر، الاحاسيس وتنظيم السوائل وحركتها في الجسم.



3- شاكرا الضفيرة الشمسية Manipuraka اللون احمر، الوظيفة الحماس وانجاز وتحقيق الرغبات والمشاريع.



4- شاكرا القلب Anahata اللون اخضر، مجالها، المشاعر، الحب والتعاطف. العلاقات العاطفية.



5- شاكرا الحنجرة Visuddha اللون ارجواني، وظيفتها التواصل مع الاخرين، التعبير عن النفس، القراءة والكتابة النشر، العثور على ما يحتاجه الشخص من معلومات في سلم تطوره المعرفي. القدرة على الاستيعاب والاهتمامات الفنية.



6- شاكرا الجبهة او العين الثالثة Ajna اللون التقليدي ازرق البديل ابيض، وظيفتها التنظيم، الحدس، الرؤى والاحلام التخيلات، التصورات الابداعية والقدرة على التركيز.



7- شاكرا القمة او البتلات الالف Sahasrara تحتوي على كل الالوان، وظيفتها الادراكات الروحية والرؤى الالهية والاستبصار، كما الانعتاق من اسر الزمان والمكان.





تمرين في الشاكرات



اذا لم تكن الشاكرات في حالة توازن سيفضي هذا الى اعتلال وظائف الجسد والذهن. أي سيكون احد المراكز نشطا بينما تكون المراكز الاخرى خاملة او في حالة كمون. على الراغب في هذا الموضوع ان يستحم ويجلس على الارض او أي مكان مريح اخر. ثم يبدأ بالتنفس، يسترخي ويخلص عقله من المخاوف وشؤون الحياة الدنيوية. في البدء عليه ان يركز ذهنه على التنفس الايقاعي فقط لمدة ثلاث او خمس دقائق، أي ان يحسب في ذهنه واحد، اثنان، ثلاثة اربعة او اي عدد يقدر عليه بالنسبة للشهيق، ثم يحتفظ بالهواء في رئتيه ليتيح لهما استخدام كامل قدرتهما ثم الزفير في العدد نفسه. بعدها يتخيل قرصا بلون ابيض او ذهبي في منطقة اسفل العمود الفقري. التركيز على المنطقة ورؤية القرص فيها. بعدها يتخيل عمودا او قضيبا من الضوء ينبثق من ذلك القرص نحو الاعلى الى المنطقة التناسلية، هنا ايضا يتشكل قرص ابيض او ذهبي اللون ومن ثم يرتفع العمود الى منطقة الضفيرة الشمسية أي بين السرة والحجاب الحاجز. ثم يرتفع العمود الى منطقة القلب ليشكل قرصا رابعا. ثم الى منطقة الحنجرة ليشكل قرصا خامسا، ثم يرتفع الى الجبهة او تحديدا بين العينين ليشكل قرصا سادسا واخيرا الى اعلى قمة الراس ليشكل قرصا سابعا. يفضل التركيز على كل مركز او القرص الطاقوي او الضوئي قدر ما يتمكن التواق، خمس دقائق ستكون ذات فائدة عظيمة أي المجموع نصف ساعة تقريبا.



ثمة موضوعات اخرى لها صلة بالشاكرات وكونداليني كموضوع تجارب الخروج عن الجسد out of body experiences كذلك الاحلام الواعية Lucid dreams لذا من المفيد العودة الى مقالنا المنشور في موقع كتابات بعنوان " الجسد الثاني".



ايقاظ كونداليني او شاكتي



بالنسبة للمنغمسين في الاهتمات الدنيوية والمتع الحسية فان طاقة شاكتي تكون نائمة بسبب غياب الممارسات الروحية. ان هكذا حالات لا يمكن بلوغها الا بالتطبيق والممارسة. مهما قرأ او نظّر الشخص ما لم يخضع نفسه للتجربة والممارسة فانه او انها لا تجني شيئا ذا قيمة. لذا يسهل على اليوغي ايقاظ كونداليني لتقشفه وعلوه على المال والملذات الحسية. ان تمارين التنفس التي يقوم بها فضلا عن افكار الحب والسلام والخير والتعاطف والكرم والتسامح وتنقيه القلب تعجّل في ايقاظ شاكتي. على الراغب في ايقاظ شاكتي تخيل افعى ملتفة على نفسها واضعة ذيلها في فمها. يتوجب على الشخص تخيلها بتوهج نائمة في شاكرا الجذر اسفل العمود الفقري ثم تخيلها تستيقظ تدريجيا لتتحرك الى اعلى فاعلى. كلما كان التخيل اوضح كلما كانت الفائدة اكبر. حينما تكون احدى الشاكرات معطلة فان حركة كونداليني تعاق عند ذلك المستوى. كلما ارتقت كونداليني من شاكرا الى اخرى كلما ارتقى اليوغي نحو الكمال الروحي، حينما تبلغ كونداليني الشاكرا السادسة ( شاكرا العين الثالثة) فان اليوغي يحصل على رؤى الهية وحينما تبلغ الشاكرا الاخيرة أي السابعة فانه يفقد فردانيته في بحر الذات الالهية ليحوز على النعيم السرمدي. انه لم يعد مخلوقا عاديا يعيش تحت ربقة المخاوف وقلق الحياة اليومية.



الشفاء



كقانون اساسي يتعين على الراغب في الشفاء معرفة بان هناك طاقة لا نهائية في الكون. ثمة مفهوم شائع خطئا يقول بان بوسع الانسان الحصول على الصحة الجسدية الجيدة عبر التغذية المدروسة والاطعمة الغنية بالبروتينات والفيتامينات والتمارين الرياضية. لا اعتقد ان الامر هكذا. ثمة عوامل لا منظورة هي التي تؤثر بشكل فعال على صحة الانسان. اني أومن بشدة بان شخصا يحمل في قلبه الكراهية والحقد والحسد والغيرة والغضب والخوف وانتقاد الاخرين واصدار الاحكام بصددهم والانتقاص منهم لا يمكنه الاستمتاع بصحة جيدة. مهما تناول من طعام او مهما خصص اوقات للرياضة او مهما جمع مالا او اهتمت به زوجته او اهتم بها زوجها. على المتلقي ان يبتعد عن الاسباب التي أدت الى المرض. الصحة الجيدة تتأتى في اغلبها من قوة افكارنا الخيرة ومدى ايجابيتها وحيوتيها اضافة الى التأمل الذي يؤجل عمليات الهدم في الجسد. ان العطاء والكرم وحب الناس- كل الناس بدون استثناء- والتعلم وتدريب ملكاتنا وتطويرها وتوسيع آفاق رؤانا إضافة الى التغذية السليمة والممارسات الرياضية هي التي تقود الى صحة جيدة: نظرات مشعة، ووجنات موردة وبشرة لماعة وقوة ذهنية وقدرة عالية من التركيز وذاكرة مدربة وحضور محبوب وجذاب اينما حل الشخص. على المتلقي ان يتخيل الشمس في بداية شروقها وهي محاطة بحجاب خفيف من الغيوم. ثم تخيل الجزء المعتل من الجسد في عين عقله الداخلية، بعدها تخيل او رؤية أشعة تصدر من الشمس وتصل الى ذلك الجزء المعتل لتحييه وتنشطه. بعد ذلك القيام بتمارين الشاكرات التي ذكرتها في الاعلى. من ناحية اخرى أي عبر المنظورين البوذي الهندوسي اي منظور الكارما karma ان جسدنا الذي نمتلكه الان هو حصيلة افكارنا وكلمااتنا واعمالنا في حيوات سابقة عديدة فضلا عن هذه الحياة. فاذا كنا غير راضين عن بيئتنا وظروفنا، شكلنا وجسدنا فبوسعنا ان ننقي او نطّهر اعمالنا وافكارنا السابقة عبر التأمل mediation والتركيز على الشكل والحيوية التي نرغب فيها اضافة الى الافكار والافعال الايجابية سنتمكن ذات يوم من امتلاك الجسد المرغوب كما البيئة والظروف، ما يفكر فيه الانسان يكونه. كل الامراض لها اسباب كارمية، ان امراض القلب والضغط واضطراب الوظائف الجنسية كلها لها اسباب كارمية تتعلق بمنظومة افكارنا واعمالنا في هذه الحياة او الحيوات السابقة. بالنسبة للراغب في المزيد من المعرفة عن موضوع الكارما اقرأ ترجمتنا لكتاب " القوانين الروحية السبعة للنجاح" المنشور في موقع كتابات لمؤلفه ديباك جوبرا.
طبيعة العقل
من طبيعة العقل التقلب، لقد شبهه الحكماء بقرد يقفز من شجرة الى اخرى، او بفيل غاضب مربوط بخيط عنكبوت يحاول الشخص السيطرة عليه، لذا ان عقلنا في حركة مستمرة وتغير من لحظة الى اخرى. قبل البدء في تمارين التركيز والتأمل فان الافكار التي ترد على ذهننا يوميا اكثر من ثلاثة الاف فكرة . علينا مراقبة هذه الافكار، ان نكون شاهدين عليها دون كبتها او محاولة تغييرها، بعد ستة اشهر يقل عددها الى الفين فكرة وهكذا كلما واصلنا التأمل والتركيز سيقل شرود وتقافز عقلنا من موضوع الى اخر ليركز على افكار قليلة. احد التمارين الفعالة في ذلك هو التأمل اليومي. في بدء تأملنا يكون العقل اشبه ببحر مضطرب ولكن فيما بعد يكون مثل بحيرة رائقة الموج.

إرشادات في التأمل


من الافضل ان يتأمل الشخص في المكان نفسه كذلك الانتظام في الزمان، مرتين او ثلاث مرات في اليوم ولمدة خمس او عشر دقائق في البدء ثم زيادة الوقت تدريجيا. كلما كان المكان منعزلا كلما كان ذلك افضل، اذا كان لديك غرفة خاصة تأمل فيها أي بدون أي كلام او مشاهدة التلفاز او الاصغاء الى الموسيقى. اختر أي ركن من البيت او الشقة. حاول ان تكون وحيدا قدر ما تستطيع. اثناء التأمل على المتلقي التخلص من الانفعالات المزعجة، التخلص من البغض، التخلص من التفكير في الزمن، كما التخلص من فكرة اننا وجدنا على الارض من اجل الحصول على المتع الحسية. الهدف الاساسي للوجود هو ادراك النفس لا مطاردة وهم الحصول على المتع الحسية والراحة، لا توجد راحة او سعادة حقيقة في حياتنا الارضية هذه، ان ذرة من السعادة مصحوبة بجبل من الألم. على المتلقي الجلوس بعمود فقري منتصب. ثم التنفس بشكل ايقاعي لمدة خمس دقائق ومن ثم التركيز على فكرة واحدة، مثلا التفكير في صفة الشجاعة في الأسد، بحث الفكرة واستقصاء جوانبها فكرة الشجاعة فقط وليس السمات الأخرى في الأسد، او فكرة السلام، الحب، الحيوية، فخامة الكون الخ الخ من الطبيعي ان عقلنا سيشرد ونحن نقوم في ذلك ليفكر في امور اخرى كالتفكير في الأصدقاء، العمل، الموضوعات الحسية، المستقبل، الصحة، المخاوف الماضي المستقبل الخ الخ الا اننا سنأتي به ثانية برقة الى موضوع تأملنا وتركيزنا. ليس من السهل السيطرة على العقل لكن عمل ذلك ممكن. يفضل الجلوس بمواجهة الشمال او الشرق للاستفادة من الطاقة المغناطيسية للشمس.