في الذرة

في الذرة


هذا الكون كله مؤلف من ذرات , والناس اليوم يَعرفون النواة التي هي داخل الذرة , النواة جزيء صغير جدا لا تستطيع العين رؤيته بدون أجهزة تكبير عملاقة , وللنواة إلكترونات تدور حولها , تدور بسرعة ودقة , في هذا المجال الضيق , وهي جماد ، وتسير بقدرة الله سبحانه وتعالى , في نفس الوقت الذي هو يُدوِّر الإلكترونات حول النواة , فإذا اقتربت الإلكترونات من النواة أسرعت حتى لا تجتذبها النواة , فإذا صارت عند رأس المدار خففت السرعة حتى لا تخرج عن المدار , وهي جـمادات لا تعقل , فمَن الذي يُدورُها ! ومن الذي يجعلها تسرع وتخفف السرعة حسب المصلحة ! إنه الله وحده ولا شيء غيره .
ودورة الإلكترونات حول النواة حقيقة علمية , عليها تُبنَى جميع الأبحاث الذرية , والله يُدوّرها ويمسكها ( ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ) فاطر : 41 ...
قاطعني الرجل ونظر إلي وهو يهز رأسه , متعجبا مما سمع قائلا : أنا أسَلِم بأنها تسير بنظام ودقة فائقة نعجز عن وصفها , ولا بد أن لها صانعا عظيما وحكيما وقويا ومهيمنا , صنعها وأتقنها وهيمن عليها , وهي منظمة ومتقنة غاية التنظيم والدقة والإتقان بحيث تحقق مصلحة الإنسان , ولو كانت بفوضى لما استفدنا من الوجود والحياة شيئا ... رائع يا أخي رائع ... والله هذا شيء جميل ومثير يغيب عن كثير من الناس .
قلت : حسنا يا رفيقي , ها أنت ترى بأن لها صانعا حكيما وقويا , وهذا الصانع الحكيم القوي هو ( الله ) الذي أبدع الكون وما ترى , وأتقنه وسيّره بنظام دقيق تندهش له العقول , ولسان حالها يقول مسبحا : لا إله إلا الله , لا إله إلا الله , وهو الذي أرسل الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليدلونا عليه ويُعرّفونا به لنعبده وحده ولا نشرك به شيئا حتى يرضى عنا ويدخلنا الجنة .
كتاب بداية الهداية شاهد وآية / عماد القضاه