أبو جهير الضرير واسمه مسعود كما في طبقات المناوي الصغرى

أبو جهير الضرير

أبو جهير الضرير واسمه مسعود كما في طبقات المناوي الصغرى

عن صالح المري قال : خرجت يوماً أريد زيارة أبي جهير الضرير , وكان قد خرج من البلد وبنى له مسجداً يتعبد فيه , فبينما أنا في الطريق إذا أنا بمحمد بن واسع فقال لي : إلى أين ؟ فقلت أريد أبا جهير . قال : وأنا أريده , فمضينا وإذا نحن بحبيب العجمي فقال أين تريدان ؟ قلنا : أبا جهير , قال : وأنا أريده , فمضينا وإذا نحن بمالك بن دينار فقال : أين تريدون ؟ فقلنا : أبا جهير , فقال : وأنا أريده , وإذا بثابت البناني فقال مثل ما قالوا وأجاب مثل ما أجابوا وقال : الحمد لله الذي جمعنا , قال : فمضينا من غير ميعاد , فلما انتهينا إلى موضع حسن قال لنا ثابت البناني تعالوا نصلي هاهنا ركعتين حتى يشهد لنا يوم القيامة عند ربنا عزوجل , ثم أتينا منزل أبي جهير فجلسنا وكرهنا أن نستأذن عليه , حتى إذا كان وقت الظهر خرج فأذن وأقام الصلاة وصلى فصلينا معه , وقام إليه محمد بن واسع فقال : من أنت ؟ قال :أنا أخوك محمد بن واسع قال : أنت الذي يقال إنك أفضل أهل البصرة صلاة ؟ فسكت . ثم قام إليه ثابت البناني فقال له : من أنت ؟ قال : ثابت البناني , قال: أنت الذي يقال أنك أكثر أهل البصرة صلاة ؟ فسكت , ثم قام إليه مالك بن دينار فقال : من أنت ؟ قال : مالك بن دينار , قال : بخ بخ , أنت الذي يقال انك أزهد أهل البصرة ؟ فسكت . ثم قام إليه حبيب العجمي فقال : من أنت ؟ قال : حبيب العجمي , قال : أنت الذي يقال إنك مستجاب الدعاء ؟ فسكت . قال صالح المري ثم قمت إليه فقال : من أنت ؟ قلت : صالح المري قال أنت الذي يقال إنك أحسن أهل البصرة صوتاً ؟ ثم قال : إني كنت إلى صوتك مشتاقاً هات اقرأ علي خمس آيات من كتاب الله عز وجل ؛ قال صالح : فاستفتحت فقرأت { يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين } فلما انتهيت إلى قوله تعالى : { هباء منثوراً } شهق شهقة وغشي عليه . فلما أفاق قال : أعد علي قراءتك , فأعدت عليه فشهق شهقة أخرى فارق الدنيا .
فخرجت زوجته فقالت : من أنتم ؟ فأخبرناها فقالت " إنا لله وانا إليه راجعون " مات أبو جهير ؟ قلنا : نعم آجرك الله فيه , فمن أين علمت ؟ قالت : من كثرة ما سمعت منه يقول في دعائه : اللهم أحضر موتي أولياءك , فعلمت أنكم لم تجتمعوا إلا لموته , فغسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه